في حال كنتِ تلاحظين على طفلك أنه غير قادر على تنفيذ المهام اليسيرة، دائمًا مشتت الانتباه، لديه صعوبة بالغة في الحفظ وبُعد الاستيعاب، بطء الإدراك أو حتى وضوح وتكرار التقلبات المزاجية لدى طفلك، فهل يعني ذلك أن طفلك سيدتي مصاب بفرط باضطراب فرط الحركة؟ ! فسوف نوضح لكِ خلال هذا التقرير خلال موقع علياء عون أهم أسباب فرط الحركة عند الأطفال.
ما اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
قبل البَدْء في أهم أسباب ظهور اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، دعينا نلقي الضوء على اضطراب فرط الحركة نفسه، وما هو المفهوم الصّحي الصحيح له، حتى تُحسنِ التعامل مع طفلك بكل أريحية، دون العناء مع جلسات تحسين السلوك، أو حتى اللجوء للأدوية، والوقوع في دوامة دون حل أو جدوى.
نَبْذَة مختصرة عن اضطراب فرط الحركة
- اضطراب فرط الحركة: هو إحدى اضطرابات النمو العصبية يحدث غالبًا في مرجلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ أو قد يصل لمرحلة الرشد، وذلك بِمختلف الأعراض التي قد تطرأ على الطفل.
- كما لا يوجد أسباب واضحة نعول عليها سبب وجود هذا الاضطراب؛ ولكن وجدنا في بعض الدراسات أنه مرتبط ببعض من العوامل المختلفة سوف نوضحها.
- وفي حال اللجوء للعلاج الدوائي فإنّه يسيطر على الأعراض؛ ولكن استخدام الدواء لا يُغني عن العلاج السلوكي والتقويم التربوي.
- ولا يُمكن تحليل وتشخيص الاضطراب من تلقاء نفسك، وقياس العوامل على طفلك قبل الرجوع لطبيب مختص ليحدد أكان اضطراب حركي أم لا.
- ولا يوجد طرق وقائية من اضطراب الحركة في حال توفر أكثر من عامل لدى طفلك، ولكن هناك بعض من الطرق التي تقلل نسب الإصابة بهذا الاضطراب.
التعرف على الاضطراب الحركي
هو إحدى اضطرابات النمو العصبية التي ينتج عن نقص في كَمّيَّة الموصلات الكيميائية، وهما (الدوبامين – النورأدرينالين)، وذلك في قشرة الجزء الأمامي للفص الجبهي، التي بدورها تُسهل للخلايا تنفيذ عملها والتواصل بين أطراف الدماغ، وقد يُسمي الاضطراب ببعض المسميات الأخرى، منها:
- أفتا.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
- قصور الانتباه وفرط الحركة.
أنواع اضطراب فرط الحركة
لا ينحصر الاضطراب الحركي في نوع واحد فحسب، وإنما قد تزيد بعض من هذه الأعراض عن غيرها، ولا يعني هذا بالضرورة من انعدام الأعراض الأخرى أيضًا، ولكن قد تتغير نسب ظهور الأعراض في المراحل العمرية للطفل مثل: أن يظهر لدى طفلك فرط الحركة الاندفاعية قبل بَدْء عمر الدّراسة، وبمجرد دخوله المدرسة يدخل في تشتت الانتباه بشكل أوضح، وسوف نُبين لكِ أنواع اضطراب الحركة خلال التالي:
- تشتت الانتباه، ويتمثل في:
- الغالب لديهم أعراض تشتت الانتباه عن غيرها.
- يكون ظهور تشتت الانتباه لدى الإناث والفتيات أكثر من الذكور.
- فرط الحركة الاندفاعية، ويتمثل في:
- الغالب على الأطفال فرط الحركة الاندفاعية أكثر.
- يكون ظهور فرط الحركة الاندفاعية لدى الذكور أعلى من الإناث.
- النوع المشترك، ويتمثل في:
- يتمثل في اشتراك العرضين السابقين تشتت الانتباه والحركة الاندفاعية.
- وهذا يُعدّ النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين الأطفال.
- فتظهر لديهم كافة أعراض تشتت الانتباه مع فرط الحركة الاندفاعية بنفس الدّرجة على حدّ التقريب.
الاضطرابات المصاحبة لفرط الحركة وتشتتت الانتباه
هناك بعض من الاضطرابات التي قد تظهر في ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، نُجملها لكم خلال التالي:
- صعوبة التعلم، وتتمثل في:
- التي تزيد من صعوبة التعلم والحفظ والترتيب، وأيضًا قلة الاستيعاب والإدراك، وتأخر وصعوبة الاستجابة للأوامر أو التطلبات لدى الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- عُسر القراءة والحساب من أكثر صعوبات التعلم انتشارًا بين ذوي الاضطراب.
- اضطراب العناد الشارد أو اضطراب التحدي الاعتراضية، وتتمثل في:
- يتصف ذوي اضطراب العناد والتحدي بكثرة الجدل، سرعة الجدل، فقدان الأعصاب، رفض اتباع القواعد، إلقاء اللوم على الآخرين، وإزعاج الآخرين عمدًا.
- كما يُغلب على طباعهم العنف بأنواعه اللفظية والجسدية مع النّاس أو حتى الحيوانات، إضافةً للكذب، السرقة، الهروب من المدرسة أو المنزل، أمّا بالنسبة للبالغين فإنهم غالبًا ما يقومون بسلوكيات وبتصرفات توقعهم دائمًا في المشكلات القانونية بسبب طبع العنف الغالب عليهم.
- الاضطرابات المزاجية، وتتمثل في:
- الاكتئاب، الهوس، واضطراب ثنائي القطب.
- تتصف تلك الاضطرابات بتغير شديد وملحوظ في المِزَاج، فمن الممكن أن يستمر الشخص في البكاء أو القلق لأوقات طويلة أو حتى أيام دون وجود أي سبب ملحوظ.
- اضطرابات القلق، وتتمثل في:
- يعاني المصابون من اضطراب القلق من قلق مفرط تجاه الشؤون العائلية والدراسية أو حتى تجاه الحياة المهنية.
- ويبدأ الاضطراب بالإحساس بالضغط والأرق، وفي الحالات الشديدة يتعرض لنوبات من الذعر.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يظهر لدى:
- طيف التوحد.
- متلازمة توريت.
- الاضطرابات المشابهة، وتتمثل في:
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه
كما أسلفنا الذّكر أنّه لا يوجد سبب واضح ودقيق حول سبب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولكن هناك بعض من الدراسات قد أثبتت ارتباط اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ببعض العوامل، وهي:
- التاريخ العائلي.
- التعرض للسموم.
- التعرض لإصابات في أثناء الحمل أو الولادة في الشهور الأولى بعد الولادة.
- اختلاف في تشريح الدماغ.
- انخفاض مستوى الدوبامين.
اطلع على: نقص الدوبامين (الأعراض وطرق العلاج)
أعراض الاضطرابات
أردفنا أن الأعراض تختلف تِبعًا لنوع الاضطراب الذي يُصاب به الشخص سواء أكان فرط حركة، أو تشتت انتباه، أو حتى اندفاعية الحركة، وهذا ما سنوضحه خلال الآتي:
أعراض التشتت وعدم الانتباه
- عدم الاهتمام بالتفاصيل والوقوع في الكثير من الأخطاء بسبب الإهمال.
- صعوبة كبيرة في الحفاظ على الانتباه والتركيز.
- لا يستمع لمن يتحدث معه غالبًا.
- سهولة الشخص المصاب من التشتت بأي مؤثرات خارجية.
- إيجاد صعوبة في تتبع التعليمات والتوجيهات خاصة المعقد منها أو المتسلسلة.
- وجود صعوبة في الترتيب والتنظيم والحفاظ عليهما.
- كره وتجنب المهام التي تطلب جهد عقلي وتركيز مستمرين.
- سهولة فقدان الأدوات.
- نسيان الأنشطة والمهام اليومية.
- التنقل من نشاط أو مهمة إلى أخرى دون إنجاز أي منهما.
أعراض فرط الحركة
- صعوبة البقاء جالسًا مدة طويلة.
- الركض والتسلق كثيرًا في أي مكان (للأطفال).
- الثرثرة والتحدث كثيرًا.
- العبث باليدين والقدمين كالتأرجح في أثناء الجلوس على الكرسي مثلًا.
- صعوبة المشاركة في الأنشطة بهدوء.
- الشعور بالملل بسرعة.
أعراض الاندفاعية
- الإجابة عن الأسئلة قبل الانتهاء من طرحها، وعدم انتظار المدرس للسماح له بالمشاركة في الفصل.
- صعوبة انتظار الدور في الطوابير.
- مقاطعة الآخرين في الحديث.
- عدم التفكير والاهتمام بعواقب الأمور أو الخوف منها.
- التهور والمشاركة في الأنشطة الخطرة دون تردد.
- عدم القدرة على كبت ما يريد قوله بغض الطرف عمن يتحدث معه.
بعض من الأعراض الأخرى
- الفوضى.
- صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية وضعفها.
- ضعف الثقة بالنفس.
- الإلحاح.
- حب الإبهار ولفت الانتباه.
- عدم الاهتمام بالنظافة والمظهر الخارجي.
⇐ من الطبيعي أن يكون لدى الشخص بعض من هذه الأعراض أو معظمها؛ ولكن يبدأ الاشتباه بالاضطراب في حال كانت:
- حادة جدًا.
- تظهر في كثير من الأحيان.
- تؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية، وأدائهم الدراسية أو الإنتاج في العمل.
للاطلاع على كافة التفاصيل حول أعراض فرط الحركة عند الأطفال، يمكنك الاطلاع على: أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
متى يجب علي زيارة الطبيب؟
عند ظهور الأعراض في مكانين مختلفين على وجه الأقل (المنزل، العمل، المدرسة)، أو بعض من الأعراض التالية:
- عندما يتأثر بشكل سلبي وكبير في إحدى جانب من جوانب حياته (الاجتماعية، المهنية، التعليمية).
- عندما تظهر عليه الأعراض قبل عمر 12 سنة.
- عندما تستمر الأعراض لأكثر من ست أشهر، وألا تكون نتيجة لحالة صدمة عاطفية، أو مرضية، أو عقلية.
ما يجب تحديده بعد زيارة الطبيب
أولًا هناك بعض من الأمور يجب مراعاتها بعد زيارتك لطبيبك، متمثلة في الآتي:
1. التشخيص
- لا يوجد تحليل معين لتشخيص الاضطراب؛ ولذلك فإن التشخيص يتمّ بتقييم شامل للحالة عن طريق طبيب مختص لتشخيص الاضطراب عن طريق إحدي الطرق الآتية:
- الفحص السريري؛ وذلك لاستبعاد كافة الاحتمالات التي قد تسبب نفس أعراض الاضطراب.
- جمع المعلومات الكافية عن المريض: كالتاريخ المرضي والعائلي، ومطابقة معلومات الحالة بمعايير التشخيص.
- مقياس تقدير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (كونر).
2. عوامل الخطورة
- الوراثة في أغلب الحالات.
- التعرض للسموم البيئية: مثل مستويات عالية من الرَّصاص، أو الزئبق، أو مبيدات الكلوربيريفوس، خلال الحمل أو في سن مبكرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- نقص الأكسجين.
- التدخين، والخمور، أو المخدرات خلال الحمل.
3. المضاعفات
- تدهور الصّحة النفسية والعقلية.
- الفشل وسوء الأداء الدّراسي، والمهني، والبطالة.
- الوقوع في مشكلات قانونية أو حتى ارتكاب الجرائم.
- كثرة الوقوع في حوادث السيارات وغيرها.
- توتر العلاقات الاجتماعية.
- تعاطي وإدمان المخدرات والخمور.
- المحاولات الانتحارية.
4. الـعـلاج
- أولًا العلاج الدوائي
1. الأدوية المنشطة
2. الأدوية غير المنشطة (المثبطة)
- ثانيًا العلاج السلوكي والتربوي
يُعتمد في هذا العلاج على تعديل سلوكيات الطفل عن طريق أساليب واستراتيجيات يستخدمها الأهل؛ وذلك لاستبدال سلوكياته السلبية بالإيجابية، وتدريبه على اكتساب مهارات جديدة.
أمّا بالنسبة للعلاج الدوائي ففعَّال في السيطرة على أعراض الاضطراب الرئيسة، ولكن يُمكن استخدامه وحده ولا يُغني عن العلاج السلوكي والتربوي المكملين له.
5. الـوقـايـة
- حماية الطفل خلال الحمل أو في سنوات عمره الأولى من التعرض لأي ملوثات بيئية كالرصاص (طلاء الجدران المحتوي عليها)، والزئبق، والمبيدات الحشرات.
- تجنب التدخين خاصة خلال الحمل (سواء للأم أو الأبّ) أو حتى التواجد في أماكن يكثر فيها المدخنين.