في حال كنتَ تعانين من صعوبة التعلم والاستيعاب لدى طفلك، فدائمًا ما يحتاج الطفل صعب التّعلم إلى المُدَارسة المباشرة والتفاعل الحسي التعليمي مع المُعلم، فعملية التعليم قد تكون أكثر تعقيدًا تترتب عليها معاناة الأهالي والطّلاب والمعلمون وبخاصة في الصفوف الأولى المُحتاجون لمزيد من الرّعاية والاهتمام، ولكن هناك من يُعاني من صعوبات التعلم بشكل مضاعف، فسنروي لكِ تجارِب الأمهات مع صعوبات التعلم وأهم النصائح كي تتفادي تلك الصّعاب.
صعوبات التعلم لدى الأشخاص
جملة صعوبات التعلم مجرد سماعها تجلك تنتابي بالقلق فما الحل، وهل سيظل الطفل يُعاني من صعوبة التعلم، فسوف نسرد التجارب التي تُساعدك على تخطي تلك المرحلة أنتِ وطفلك، فمَا المفهوم العلمي لصعوبة التعلم، هذا ما سنعرفه خلال السطور الآتية.
مصطلح صعوبة التعلم
مصطلح صعوبات التعلم مصطلح عام يصف عِدة مُشكلات تعليمية أو غير تعليمية، والقصور في بعض العمليات النفسية، فالشخص الذي يُعاني من صعوبات التّعلم قد يواجه عِدة صعوبات في مجالات الحياة المُختلفة كالتواصل مع المُحيطين به، وقد تؤثر صعوبات التعلم على تعلم مهارات جديدة وأنشطة مختلفة، مثل:
- القراءة.
- الكتابة.
- المحادثة.
- الاستماع.
- الرياضيات.
وليس الأطفال على درجة واحدة في مواجهة صعوبات التّعلم وعلاجها يختلف من شخص لآخر، على سبيل المثال قد يواجه شخص صعوبة في القراءة والكتابة وآخر يجد صعوبة في الرياضيات، وقد يُعاني آخر من تعلم مهارات جديدة وقلة فهم المحادثات التي تدور بين الناس، ومن خلال ذلك تدرك أن الشخص يُعاني من صعوبات التّعلم مما قد تؤثر على حياة الشخص من الجهة النفسية فيمَا بينه وبين المجتمع.
علامات صعوبات التعلم
عند ظهور أحد هذه الصعوبات على الطفل فيجب على الوالدين والمُعلم التفكير في احتمال وجود صعوبات تعلم لدى الطفل، ومن هذه الصعوبات:
- صعوبة التهجئة ربط الحروف بأصواتها.
- ارتكاب العديد من الأخطاء عند القراءة بصوت عالٍ، وتكرار تلك الأخطاء ويتوقف كثيرًا أثناء القراءة.
- صعوبة فهم ما يقرأه.
- يتميز خط اليد بكونه فوضويًا جدًا.
- يواجه مشكلة في تتبع التعليمات.
- مواجهة صعوبة في اختيار الكلمات الدالة على شعوره.
- يبدو غير قادر على سرد المواقف الاجتماعية بالترتيب السليم.
لمزيد من المعلومات حول علامات صعوبات التعلم، يمكنكِ قراءة هذا المقال: علامات صعوبات التعلم عند الأطفال
أنواع صعوبات التعلم
صعوبات التعلم قد تؤثر في تعلم مهارات جديدة لدى الطفل، فينتج عنها عِدة أنواع من الصعوبات، مثل:
- صعوبة القراءة Dyslexia
- صعوبة الكتابة Dyslexia
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
- عسر الحساب Dyscalculia
تجارب الأمهات مع صعوبات التعلم
قد اتفق العديد من الأمهات على أنّ أكبر مشكلة تواجه أطفالهم في صعوبة التّعلم، فإن ذلك يُكمن في إدارة المدرسة التابع لها الطفل، فإذا كان طاقم التدريس غير مُدرب ومؤهل على التّعامل مع طفل صعوبات التعلم هنا يبدأ صدام وتضارب الطفل مع المجتمع وحالاته النفسية، لذا وجب التروي والتمحيص والبحث الدقيق عن المدرسة وطاقم التّدريس المؤهل للحصول على أفضل النتائج التي يحصلها طفلك.
فلا بدّ من معرفة الخصائص التي تُميز طفل صعوبات التعلم، ففي نهاية المطاف هذا الطفل لديه أمل ساعٍ لتحقيقه عليك بمساعدته ليكون الطفل سوي، فهو ليس مريض مرض مستعصي على الشفاء ولكنه ما هو إلا اضطراب سلوكي يحتاج للفهم والمعاملة والرعاية والاهتمام، وإليكم خصائص الطفل المُصاب بصعوبات التعلم.
خصائص طفل صعوبات التعلم
- خصائص معرفية: قد يُعاني الطفل من انخفاض مستوى دراسي في مادة أو أكثر، وبخاصة المواد الأساسية التي تعتمد على القراءة والكتابة والحساب.
- خصائص لغوية: قد يُعاني الطفل من عِدة مُشكلات في اللغة في استقبال الكلام وفهمه، وأيضًا إيجاد صعوبة في تركيب الجمل والحذف لبعض الكلمات، إضافةً لإيجاد خطأ في الصياغة الكتابية اللغوية والنحوية.
- خصائص سلوكية: قد يُعاني الطفل من مشكلة سلوكية كالاندفاع والانفعال وسرعة الغضب، إضافة لعدم الاجتماعية وحبّ العزلة عن غيرها من الأمور التي تختلف عن الأطفال في سنهم.
⇐ ففي حال ظهر على طفلك أي من الخصائص السالف ذكرها، فعلى الأمهات والآباء أن يكونوا شديدي الحرص على أطفالهم من التعامل السليم والصحيح مع الطفل، حتى لا تتفاقم المشاكل وإيجاد الحلّ المناسب.
أهمّ النصائح للتعامل مع طفل صعوبات التعلم
نُقدم لكم أهم النصائح تساعدكم في حُسن تعامل طفل صعوبات التعلم، وهذه خلاصة ما آلت إليه المقالات والدراسات في علم نفس الطفل وعلم النفس السلوكي، وإليكم أهمّ تلك النصائح خلال الآتي:
- ملاحظة الطفل ومتابعته: عليكم متابعة وملاحظة الطفل خطوة بخطوة فيما يتعلق بالنمو والتطور السلوكي والتعليمي وبخاصة قبل سن المدارسة؛ لأن طرق العلاج في هذا السن أفضل من غيرها وحل المشكلة السلوكية تكون أفضل وأسرع.
- تقييم الطفل: وذلك عن طريق وضع الطفل في اختبارات من قِبل متخصصين ووضع خطّة علاجية لحلّ مشكلة صعوبة التعلم منذ البداية.
- اتخاذ القرار: على الأسرة اتخاذ القرار الصائب تجاه طفل صعوبات التعلم، إذ يوجد العديد من البرامج التي تُساعد الأمهات والآباء على هذا الأمر.
- بحث وتعلم الأسرة: على الوالدين أخذ الدورات اللازمة لفهم الوسائل والأساليب الصحيحة التي تُساعدهم على حل مشكلة صعوبات التعلم لدى طفلهم.
- إتباع الوسائل الحديثة في التعلم: البعد عن وسائل التعلم التقلدية وإيجاد وسيلة ملموسة ليست قائمة على التلقين والحفظ.
- ضبط النفس عند التدريس للطفل: وذلك للحزم والسيطرة العملية والتعليمية وعدم إعطاء المجال لأي هرج.
- التدرج على حلّ التدريبات: فتلك من مهام الوالدين يتولى حلّ الواجبات مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم والبدء بالتدريبات التي تحتاج لوقت قليل ثُمّ الزيادة شيئًا فشيء.
- منح الطفل الوقت الكافي لحل التمارين.
- المحاورة مع طفل صعوبات التعلم.
- تعرّفي على جوانب القوّة لدى طفلك.
- اكتشفي نمط التعلم لدى طفلك.
- اعلمي أن علاقتك بطفلك أهم من المستوى الدراسي.
ربما يعجبكِ: طفلي عنيد ولا يسمع الكلام
كيفية تشخيص صعوبات التعلم
يَعتقد دائمًا الباحثون أن صعوبات التعلم لدى الأطفال ناجمة عن الاختلافات في كيفية عمل دماغ الشخص، وكيفية معالجته للمعلومات، لذا ينبغي استشارة الطبيب المختص لإجراء بعض الاختبارات، مثل: اختبار ستروب وتحديد سبب صعوبات التعلم لدى الأطفال وعِلاجها، ومن جانب آخر فالأطفال الذين يُعانون من صعوبات التّعلم ليسوا على قدر من الغباء أغبياء أو الكسل، ولكن عادةً ما يتمتعون بذكاءٍ محدود ومتوسط، أو أعلي من المتوسط بقليل، إذ تعالج أدمغتهم المعلومات بكيفيات مُختلفة، ونسوق الحديث عن أسباب صعوبات التعلم.
أسباب صعوبات التعلم لدى الأطفال
صعوبات التعلم لدى الأطفال تنتج عن الكيفية التي يعالج بها دماغ الطفل المعلومات كما أسلفنا الذكر، إضافةً إلى عدة أسباب أخري، وهي:
- العامل الوراثي.
- تعاطي الأم المواد المخدرة في أثناء الحمل.
- الولادة المبكرة.
- التعرض لصدمات بمنطقة الرأس.
- تعرض الطفل لعدوى أو التهاب بالجهاز العصبي المركزي.
- التغذية غير المتوازنة للأم في أثناء الحمل وما ينتج عنها من انخفاض الوزن عند الولادة.
- تعرض الطفل للمواد السامة باستمرار وزيادة فرصة إصابته بالتسمم، مثل: تسمم الرّصاص.
نقترح لكِ:
استراتيجيات علاج صعوبات التعلم
هناك عِدة استراتيجيات تسهم في النهوض بصعوبات التعلم لدى الأطفال وعلاجها عامةً، وتساعد في علاج صعوبة تعلم القراءة والكتابة، ومنها:
- استراتيجية الربط الحسي.
- استراتيجية الترديد اللفظي.
- استراتيجية تبادل الأدوار.
مدة علاج صعوبات التعلم
ينبغي معرفة أنّ علاج صعوبات التّعلم يكمُن في سرعة التشخيص، فعند ملاحظة أي سلوك غير طبيعي يجب الإسراع وطلب المساعدة من الأطباء المختصين، مع الأخذ بالاعتبار أن صعوبة التعلم ما تعني حالة مرضية، ولذا لا يُمكن الشفاء التام منها، لكن لا بدّ من توافر الدّعم المستمر لطفلك، والسير وفق خُطَّة علاجية موضوعه من قِبل المختصين والاستشاريين.