العناد إحدى سلوكيات التي ينتهجها الطفل، فالطفل من عمر الثلاث سنوات يحتاج إلى حدود ومعاملة واضحة للسلوك، ومن خلال هذا التقرير نُجيب على إحدى السائلات “طفلي عنيد ولا يسمع الكلام”، فسوف نُجيبك على ما هو مسموح وغير مسموح، ووضوح الأوامر الصادرة إليه، مما لا يعني أن نلجأ إلى وسائل العنف والضرب تجاه الطفل، فيُحسن أن نتعامل مع الطفل بهدوء، وسنشرح لكم شيئًا أساسيًا يُمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك.
طفلي عنيد ولا يسمع الكلام
أولًا عليكِ أن تنسي العقاب فهناك ألف وسيلة ووسيلة تؤدبي بها طفلك، فدائمًا ما يحاول الوالدان زجر وتحذير الأطفال وثنيه عن السلوكيات السلبية، حتى لا يلجأ الأبوان إلى العقاب وحثه على عدم فعل ذلك الأمر مرة ثانية، وبغض النظر عن نوع العقاب فإن ذلك الأمر قد لا يجدي نفعًا على سلوك طفلك، وإنما قد يؤثر بالسلب على عَلاقة الابن بأبويه، وبدلًا من استخدام أساليب العقاب العنيفة، يُمكن استخدام أنواع عقاب منطقية وطبيعية، وهذه لإحدى وسائل التربية الإيجابية، كما تُستخدم التربية الإيجابية في تعزيز الثقة لديه وإيمانه بنفسه وتحمل المسؤولية تجاه تصرفاته بصورة منطقية والهم الحفاظ على احترام الطفل لأبويه والحفظ على العَلاقة بينهما.
مِن أكثر أسباب السلوك المتعب لدى الأطفال ما ينطبق عليه سؤالك وهو سلوك طفلك العنيد، فيسلك الطفل الرغبة في جذب الانتباه لنفسه وللآخرين، ومن المعروف أن الطفل قد يحتاج لفت انتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل على هذا الانتباه تجاه سلوكه الحسن، فسيخترع طرقًا ووسائل سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، وفي الغالب الأعم أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، ومنها عدم الاستماع إلى الكلام والأوامر عندما يتطلب منه عملًا للقيام به.
لماذا يلجأ الطفل للسلوك السلبي؟
ببساطة لأن الأبوان لا ينتبهان إلى السلوك الإيجابي لدى الطفل، فيلجأ لانتهاج السلوك السلبي، وكما قال أحد الأشخاص: “عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى!”.
ونقود إليكم أهم الأمور التي يُمكنك انتهاجها مع طفلك لتجنب السلوك السلبي، ومن هذه الأمور الآتي:
- عليكِ أن تلاحظين أية سلوك إيجابي يقوم به طفلك، فمثلا عندما يستمع الكلام ويستجيب لطلبك، عليك تـُشعريه بأنك قد لاحظتِ هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه وتمدحيه عليه.
- عليكِ أن تحاولي وتتجاهلي بعض من السلوكيات السلبية التي يُمكن أن يقوم به طفلك، وبالفعل إلا السلوك الذي يعرضه أو يعرض غيره للخطر، فعندئذ من الواجب عدم تجاهل الأمر بالكلية، وإنما العمل جاهدة على تحقيق سلامة الطفل والآخرين قاصدتًا.
ونتطرق بالحديث لعناد طفلك، فربما كثير من الأحيان يكون هذا سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فعليك أت تحاولي التعامل معه على أنه مجرد سلوك لجذب الانتباه فقط، ويُمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك دون عناد، وعليك محاولة صرف انتباهك عنه عندما يتجاوز عناده الحدّ المعقول.
اطلع على:
هل للعناد أثر إيجابي؟
نعم بالفعل قد يكون العناد هو دافع طفلك للنجاح في المستقبل، ففي المجمل الأعم الصفة التي تُتعِبُنا في سلوك طفلك وهو صغير قد تكون هي نفسها التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فالهدف لا بدّ أن يبتعد عن تحطيم هذه الثّقة وهذا العناد، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.
ما يجعل طفلك عنيدًا
نكاد نجزم بأن لدى جميع الأطفال قدرة عجيبة في عدم الاستجابة للأوامر، وعدم سماع كلام والديهم من المرة الأولى، وكأنهم ملزمون بعدم الاستجابة، لكن ما الذي يجعل طفلك لا يستمع للكلام من المرة الأولى ويرفض الاستجابة للأهل فورًا، هذا ما سنقوم بعرضه، إليكم بعض الأسباب المباشرة التي تجعل الطفل لا يسمع الكلام من أهمها:
- التهديد والصراخ.
- الطاعة العمياء.
- انتزاع حرية الطفل.
- الإحساس بالانفصال.
- العصبية في التعامل.
- الحدث الجديد أو المفاجئ في البيت.
- طبيعة الطفل.
- اليأس من العلاقات.
- الضغط المباشر.
- المقارنة بين الأبناء.
- الابتعاد الجسدي: كالأحضان والتقبيل.
- التقليل من شأن الطفل.
- الضرب.
كيفية التأديب الإيجابي
بدلًا من العقاب ومن الأشياء التي لا ينبغي فعلها مع طفلك حينما يرتكب خطأ، فيرتكّز أسلوب التأديب الإيجابي على تنمية عَلاقة إيجابية بطفلك وعلى حُسن إدراكه وفهمه، ونسوق إليكم أسلوب ناجع وإليكم الطريقة التي بوسعكم استخدامها للبدء بتطبيقه:
- خصّص وقتًا للاختلاء بطفلك.
- أثْنِ على أفعالهم الحميدة.
- أفهم طفلك ما الذي تنتظره منه بالضبط.
- ابتكر أساليبَ لتلهيته.
- استخدم عواقب هادئة.
أهم النصائح للأمهات للتعامل مع الطفل العنيد
تتعامل الأمهات مع تحديات الأطفال العنيدين بشكل يومي، وإليكم بعض النصائح التي قد تساعد في تسهيل التعامل مع هذه السلوكيات:
- الهدوء والصبر : حافظي على هدوئك وصبرك. التفاعل بروية يساعد على تجنب تصاعد الوضع.
- التفاهم: حاولي فهم سبب سلوك الطفل العنيد. قد يكون هناك احتياجات غير ملباة أو مشاعر غير مفهومة.
- التواصل الفعّال: استخدمي لغة إيجابية وشرحي للطفل أهمية التعاون والانصياع.
- إعطاء خيارات: قدمي للطفل خيارات محدودة ليشعر بالتحكم والمشاركة في اتخاذ القرارات.
- تحديد الحدود: حددي القواعد والحدود بشكل واضح، وكوني ثابتة في تطبيقها.
- الإيجابية والتحفيز: قدمي المكافآت والتحفيز للسلوكيات الإيجابية، وكني مشجعة.
- تحديد أوقات الراحة: اعتني بضمان أن يحصل الطفل على كافة احتياجاته من نوم وطعام، حيث يمكن أن يؤثر الجوع أو التعب على سلوكه.
- المشاركة في الأنشطة المشتركة: قضي وقتًا جيدًا مع الطفل في أنشطة مشتركة لتعزيز الروابط العاطفية.
- المرونة: كوني مستعدة لتغيير الأساليب التي قد لا تعمل، وكني مفتوحة لاستخدام أساليب جديدة.
- التفكير المسبق: قدمي الخطط والتوجيهات قبل وقوع النزاع، وذلك للمساعدة في تجنب الوقوع في مواقف صعبة.
تذكري سيدتي أن كل طفل يختلف عن الآخر، وبعض النصائح قد تكون أكثر فعالية لبعض الأطفال بينما لا تعمل مع الآخرين. استخدمي تجاربك وفهمك الشخصي لتعديل النصائح وفقًا لاحتياجات طفلك.
اقرأ أيضًا: